إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
shape
شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
92926 مشاهدة print word pdf
line-top
دعوى الرافضة أن من أحب الصحابة أبغض آل البيت

...............................................................................


الرافضة يقولون: إنكم تبغضون ذوي القربى، إنكم تبغضون عليًّا وأهل البيت يقولون: إن من أحب أبا بكر وعمر وعثمان وابن عمر وجابرا وأنسا وأبا هريرة ونحوهم فقد أبغض عليًّا وأبغض الحسن والحسين وأبغض فاطمة وأبغض ذريتهم .
ويقولون: لا ولاء إلا ببراء لا تكونون موالين لعلي إلا إذا تبرأتم من أبي بكر وعمر يقولون: إنهم أعداء له، إن أبا بكر وعمر أعداء لعليّ وأنهم حسدوه وأنهم ظلموه، وأنهم كتموا حقه، وأنهم لم يعطوا فاطمة ميراثها من أبيها وأنهم وأنهم .
فلذلك يقولون: لا ولاء إلا ببراء؛ لا توالي عليًّا إلا إذا تبرأت من أبي بكر وعمر ويقولون لأهل السنة: إنكم أعداء أهل القربى؛ أعداء ذوي القربى، وكذبوا فأهل السنة يحبون أهل البيت أشد من محبة الرافضة؛ ولكن هذه المحبة لا تحملهم على الكذب، ولا تحملهم على جحد الفضائل، وعلى كتمان الحق؛ بل تحملهم على محبة أهل الخير، وعلى القول الصحيح السليم فيما عليه أهل الحق فيقول:
.............................
ومودة القـربى بهـا أتوسـل
أتوسل إلى الله تعالى بمحبتي لذوي القربى ذوي القربى أقارب النبي -صلى الله عليه وسلم- وليس ذلك خاصا بعليّ وذريته كما يقوله الرافضة .
الرافضة يقولون: أهل البيت خاصة هم عليّ وفاطمة والحسن والحسين بقية أولاد عليّ ليسوا من أهل البيت، وأولاد جعفر ليسوا من أهل البيت، وكذلك أيضا عم النبي -صلى الله عليه وسلم- في زعمهم العباس وذريته، والعباسيون الذين تولوا الخلافة؛ كل هؤلاء -في زعمهم- ليسوا من ذوي القربى، وليسوا من أهل البيت، وذلك لأن العباس عندهم عدو أيضا لعليّ مع أنه عمه؛ عم النبي- صلى الله عليه وسلم- وعم عليّ وعم عبد الله بن جعفر فكيف مع ذلك يكون عدوا له؟ فذوو القربى عندهم خاص بأربعة أو خمسة، وأما غيرهم فليسوا من ذوي القربى .

line-bottom